الجمعة، 16 أكتوبر 2009

مشكلة الطفولة

بسم الله الرحمن الرحيم
مشكلة الطفولة
الدكتور الشيخ سجاد الشمري
تعد مرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان؛ إن لم تكن أهمها جميعا بالنسبة للفرد نفسه أو بالنسبة للمجتمع؛ من حيث علاقتها بقدرة الفرد على بناء شخصية متكاملة قادرة على الاستمتاع بالحياة، وتشكيل وعيه، وتوجيه سلوكه، إذ أن الفرد في هده لمرحلة يكون قابلا للتأثر والتوجيه والتشكيل، واكتساب خصائص المواطنة الصالحة التي تجعل منه عضوا نافعا في المجتمع.
وللطفولة دورها الأساسي في تأسيس الشخصية الإنسانية وتقويتها وغرس البذور الطاهرة النقية فيها، وإعدادها للتحول إلى عنصر فاعل منتج يمارس دوره في بناء الحياة على أساس ثابت.
وقد اهتم الإسلام بتكريم الطفولة من خلال ترسيخ القيم الأخلاقية والتربوية اللازمة لبناء جيل سليم نفسيا ودينيا وصحيا وتربويا وأخلاقيا وللعمل على إعداد الإنسان لتحقيق معنى وجوده لكونه الخليفة على الأرض.
إلا أن الأسرة المعاصرة تعانى من العديد من المشكلات السلوكية فى تربية الأطفال. والمشكلات التي نواجهها مع أبنائنا اليوم مشكلات عديدة، منها التجاء الأطفال أحيانا إلى الكذب أو السرقة أو الهرب من المدرسة، ومنها كذلك ما يتصل بالتمرد والعصيان أو بالتدمير والتخريب، ومنها ما يتصل بالفشل الدراسي والاندماج مع صحبة السوء، ومنها مشكلات تتصل بالتدخين والإدمان، ومنها ما يتصل بالاعتداء على الغير والعدوان .. الخ.
المشكلات التعليمية ....
التأخر الدراسي
التأخر الدراسي ليس تخلفا عقليا أو غباء، إنما هو تأخر فى التحصيل بالقياس إلى الأقران.
1.1. الأسباب:
• عوامل جسمية وصحية: أمراض مثل الحميات، الأنيميا، عيوب النطق، تلك الأمراض تسبب توتر فى العلاقات بين الطفل ومعلميه ورفاقه.
• عوامل عقلية: نقص القدرة على التركيز أو تدنى درجة الذكاء
• عوامل نفسية: الخمول والانطواء والإحباط، فقدان الثقة بالنفس وعدم النضج الانفعالي.
• عوامل أسرية: سوء التوافق الأسرى، ضغط الوالدين الشديد على الأطفال من اجل التحصيل المتقدم، المستوى الثقافي للوالدين، تفضيل الأبناء على البنات أو العكس.
• عوامل مدرسية: عدم إلمام المدرسين والإدارة بعلم النفس التربوي المدرسي، عدم توفر وسائل إيضاح تربوية كافية، الغياب المتكرر للمدرسين وتنقلهم بين المدارس خلال العام الدراسي، عدم ملائمة المناهج لميول الطلاب، الهروب من المدرسة، إجبار الطفل على الدراسة وفرض القيود على حريته فى اختيار المادة المفضلة لديه بالإضافة إلى رتابة المناهج التعليمية
المظاهر:
• السمات الجسمية: معدل النمو لدى المتأخرين دراسيا اقل من المتفوقين من حيث قلة الطول، ثقل الوزن، النضوج الجسمي المبكر، الحركات العصبية، أحيانا ضعف السمع أو ضعف البصر أو الروماتيزم.
• السمات العقلية: ضعف الذاكرة، ضعف القدرة على التركيز، تشتت الانتباه، بطء التعلم.
• السمات الانفعالية: العدوان والبلادة والاكتئاب والقلق وأحلام اليقظة، الاضطراب الانفعالي والشعور بالذنب، المخاوف نتيجة الإحساس بالفشل.
• السمات الاجتماعية: عدم الاهتمام بالعادات العامة، عدم تحمل المسئولية، عدم الشعور بالولاء للجماعة، العلاقات المتقلبة، افتقاد الصفات القيادية، سهولة الانقياد نحو الانحراف.
العلاج:
• مراعاة المستوى العقلي والجسمي للطفل عند اختيار المادة القرائية بما يتناسب مع مستوى الطفل.
• التعرف على اتجاهات وميول الطفل وتوجيهه بشكل غير مباشر إلى الأوعية التى تناول هذه الموضوعات.
• إعادة توجيه اهتمام الطفل إلى بعض المجالات والموضوعات الهامة الأخرى من خلال الانتقاء الجيد للأوعية التى تتناول هذه الموضوعات بأسلوب شيق بعيدا عن رتابة المناهج الدراسية حيث تعتمد هذه الأوعية على الصور والإيضاحات الجذابة والملونة والحقيقية كما تتيح بعض هذه الأوعية للطفل فرصة التجربة الذاتية والاستكشاف وتضع أمامه العديد من التساؤلات التى تثير فضوله للبحث عن إجاباتها.
• القراءة الحرة وما يتبعها من أنشطة ومسابقات حول المادة المقروءة يعد من أساليب التقييم غير المباشرة لما اكتسبه الطفل من معلومات بعيدا عن الاختبارات التقليدية. كما تساعد الطفل فى التغلب على مشكلة عدم التركيز وضعف التحصيل حيث يقوم الطفل بالبحث عن المعلومات وتطبيقها من خلال المسابقات بدلا من عملية التلقين المباشر التى عادة ما تعتمد عليها المناهج الدراسية.
• التغلب على نقص الدافعية لدى المتأخرين دراسيا من خلال عملية التحفيز التى يلجا إليها أمين المكتبة خلال أنشطة القراءة، وما ينظمه من مسابقات تنافسية بين الأطفال، وما يقدمه من مكافآت كل ذلك يساعد على إحداث تغير إيجابي فى دافعية الطفل للتميز والانجاز، ويساعده على بناء الثقة فى النفس.
• علاج الخمول والانطواء والإحباط وفقدان الثقة بالنفس وعدم النضج الانفعالي
• العمل الجماعي من خلال أنشطة المكتبة يحرر الطفل من الانطواء ويزيد من دافعيته ونشاطه ويساعده فى التغلب على مشاعر الإحباط والعزلة التى تعوق اكتسابه للمعلومات والتحصيل ونســــــــــأل الله تعالى بولاية محمد واله الطيبين الطاهرين ان يشافي الناس جميعـاً ............... وينفعنا به يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم ...........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق