الجمعة، 16 أكتوبر 2009

تاريخ العلاج بالقراءة

بسم الله الرحمن الرحيم
تاريخ العلاج بالقراءة
الدكتور الشيخ سجاد الشمري

تمهيـــــــــــــد ::
"هنا علاج الروح""هنا بيت علاج النفس" هذه كلمات كانت تُكتب على جدران المكتبات المصرية ، مثل مكتبة معبد رمسيس، مكتبة معبد إدفو، مكتبة معبد دندرة، ثم انتقل هذا الشعار إلى البابليين والآشوريين، ثم إلى الرومان واليونان.. في دلالة واضحة على أن الكتاب يمكن أن يُستخدم في علاج الروح إذا سقمت، والنفس إذا اعتلت.
وقد تعددت تعريفات العلاج بالقراءة Bibliotheraby وتنوعت بتنوع وجهات نظر واضعيها ؛ فالتعريف الذي يضعه الأطباء يختلف عما يرتضيه علماء النفس، ويختلف هذا وذاك عما يراه المكتبيون مناسبا.

لمحات من تاريخ العلاج بالقراءة
برزت إ. كاتلين جونز في سنة 1904 كأول أمينة مكتبة تقوم ببرامج ناجحة للعلاج بالقراءة في مكتبات مستشفى ماكلين في ويفرلي في ماساشوستس، ولما كانت كاتلين جونز هي أول أمينة مكتبة مؤهلة ومدربة تقوم باستخدام الكتب في علاج المرضى عقلياً فقد كانت أول من فتح الباب لجعل الببليوثيرابيا فرعاً من فروع علم المكتبات والاعتراف به، ورغم توقف برنامج العلاج بالقراءة بعد ازدهار كبير في تلك المستشفى بسبب نقص المال وانتهاء عمل الأمينة الفذة في ذلك البرنامج إلا أنه يعتبر حلقة هامة في تاريخ العلاج بالقراءة.
لقد لقيت عمليات العلاج بالقراءة دفعة قوية خلال الحرب العالمية الأولى 1914م – 1918م ممارسة وتنظيراً فقد قام المكتبيون والأشخاص العاديون وعلى رأسهم الصليب الأحمر واتحاد المكتبات الأمريكية ببناء المكتبات وتحمل مسئولياتها، وفي نهاية الحرب قام مكتب المجندين في الولايات المتحدة بتسلم مهام المستشفيات العسكرية بما فيها المكتبات وتحمل مسؤولياتها، ومنذ ذلك التاريخ قامت إدارة التجنيد بالدور الأكبر في العلاج بالقراءة.
قام أدوين استارباك Edwin Starbuck في عام 1928م بتحرير "دليل كتب الأطفال من أجل تنمية الشخصية"، وتضمن الدليل قائمة كتب موزعة على الصفوف الدراسة اشتملت على قصص العفاريت والخرافات والأساطير، وفي مجلد آخر نجد قائمة بكتب القصص، وتضمن الدليل قائمة بالمواقف مرتبة حسب المواقف الأخلاقية الواردة والجانب من الشخصية الذي يدعم الموقف، وقد اعتبر هذا العمل الببليوجرافي ذو المجلدين أول مرجع مصنف حسب الاحتياجات الشخصية الخلقية.
قامت شعبة مكتبات المستشفيات في اتحاد المكتبات الأمريكية في عام 1939م باستحداث "لجنة الببليوثيرابيا" وذلك بهدف استقصاء إمكانيات استخدام الكتب كعلاج في تغيير الاتجاهات، ومن هنا يكون العلاج بالقراءة قد اكتسب وضعاً رسميا في مهنة المكتبات بتبني الاتحاد له.
تم نشر أول إعلان في سنة 1956م في مجلة المكتبات عدد يناير يطلب أخصائي علاج بالقراءة للعمل في إحدى المكتبات، ولم ينشر من هذا القبيل بعد ذلك سوى عدد محدود من الإعلانات.
مفهوم العلاج بالقراءة:
هو استخدام مواد قرائية مختارة كمواد علاجية مساعدة في الطب البدني أو الطب النفسي، بينما يعنى فن الببليوثيرابيا ( العلاج بالقراءة كفن ) محاولة علاج عيوب الشخصية أو مساعدة شخص ما على أن يحل مشاكله الشخصية من خلال مقترحات أو توصيات بقراءة كتب محددة من جانب أمين المكتبة أو المدرس أو الموجه النفسي أو أي شخص آخر خارج الوسط الطبي.
إن فن الببليوثيرابيا لا يبنى على تشخيص إكلينيكي ولكن على الفطنة والبصيرة والشفافية والتجربة الذاتية من جانب أمين المكتبة أو الأخصائي الاجتماعي أو النفسي، ومن الواضح أن فن العلاج بالقراءة أقل تعقيداً من علم العلاج بالقراءة وتمكن ان يندرج تحت الببليوثيرابيا العام أو التنموي. فهناك عدة أقسام من الببليوثيرابيا :

ويتناول البحث القسم الأخير من الببليوثيرابيا وهو الببليوثيرابيا العام (التنموي)، حيث يركز على استخدام العلاج بالقراءة فى مواجهة مشكلات الأطفال..

أهمية العلاج بالقراءة
تجدد الاهتمام في العقدين الأخيرين على نطاق واسع بالعلاج بالقراءة أو بالكتاب كدور مهم للمكتبي وأخصائي المعلومات، حيث تستخدم القراءة الموجهة في مقاصد تعليمية وإرشادية توجيهية للعلاج والتطوير وتنمية قدرات الأطفال من قبل أمناء المكتبات بمفردهم، أو بالتعاون مع المعلمين، أو المعالجين النفسيين، والأطباء، بالإضافة للاستخدام الذاتي من قبل الأفراد لبعض الكتب والمصادر الإرشادية والمبرمجة لعلاج بعض المشكلات، والتطوير الذاتي في مختلف المجالات، وقد استخدم هذا النوع من العلاج على مستويات متعددة للكبار والصغار لأغراض تصحيح السلوك، والتعليم، وتطوير الذات.

بدايات العلاج بالقراءة في التعليم:
استخدمت أساليب العلاج بالقراءة مع الأطفال والناشئة منذ منتصف الأربعينيات من القرن الماضي ، وظهرت في تلك الفترة نوعية جديدة من الكتب الإرشادية راج استخدامها في العلاج بالقراءة، وكان أولها الكتاب الإرشادي الذي أعده أدوين ستارباك Edwin Starbuck ونشر في عام 1928، وهي كتب سهلة الاستخدام، حيث يمكن لأحد الوالدين أو المعالج المستخدم لهذا الكتاب أن يستعين به في تقويم أي سلوك أو عيب في شخصية الطفل أو الناشئة، فيبحث المعالج عن المشكلة المراد العمل على علاجها في القسم المرتب هجائياً بالموضوعات في نهاية الكتاب حيث يجد في مقابل كل مشكلة من المشكلات المذكورة الصفة المناظرة لها من ضمن الصفات أو الفضائل المرغوبة مع قائمة بالكتب المرشحة للقراءة العلاجية لإكساب تلك الصفة أو الفضيلة، و ملخصات للكتب المرشحة، مما يعين على تحديد الكتاب الملائم من بينها لكل حالة خاصة يراد معالجتها.

دور القراءة في علاج مشكلات الأطفال:
الأطفال هم زهرة الحياة وزينتها، ومع جمالهم وروعتهم إلا أن هناك بعض المشكلات التي قد يعاني منها الآباء مع أطفالهم ويحاولون إيجاد الحلول المناسبة لها حتى لا تؤثر في شخصياتهم مستقبلا. وقد كشفت دراسة علمية حديثة أن للقراءة المنتظمة الهادفة مردودات ذات أبعاد إيجابية عديدة، ممكن أن تساعد على تحسين الوضع الصحي والسلوك الشخصي بشكل فعّال، ومن المشكلات التي يعاني منها الأطفال والتي يمكن علاجها عن طريق القراءة:
• المشكلات الدراسية: التأخر الدراسي الناتج عن مشكلات النطق واللغة، اضطرابات التعلم، مشكلات القراءة، التركيز.
• مشكلات نفسية واجتماعية: القلق، الخوف، الخجل، الإحباط والصراع، اضطراب النوم، العدوانية، الكذب، السرقة.
ونســـــــــــــــــــــــــــــــأل الله تعالى بولاية محمد واله الطيبين الطاهرين ان يشافي الناس جميعـاً ............... وينفعنا به يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم ...........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق